الجمعة، 9 نوفمبر 2012

نعم تغيرت !!



قال لها : إحساسي يقول انكِ تغيرتي !
قالت لهُ : إحساسك يكذب .. أنا كما أنا !
صدق إحساسه .... وكذبت هي !

نعم تغيرت !!

تغيرت ,
حين إكتشفت إني في الحكاية وحدي .. وفي الحِلم وحدي

وفي الحُب وحدي .. وفي الألم وحدي ... وأنت صامت!

تغيرت ,
حين رأيت أطفالي يتساقطون من رِحم أحلامي ..
و يموتون في الدفاتر أمامي .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين وجدت سكاكين الحنين تُبحر بي في المساءات إليك ..
وأتلوى ألما وحنيناً .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين لمحت دموع والدايَّ تمتلىء حزناً على شُرودي وإصفراري وذبولي ...
وأنت صامت!

تغيرت ,
حين تسللت إلى وطنك كالذبيحة النازِفة كي أراكَ من بعيد .. وأروي عطَشْ عيني لوجهك وأنت صامت!

تغيرت ,
حين ملأت الدنيا بكتاباتي وهذياني وجنوني بك ..
وشوقي إليك .. وغيرتي عليك .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين ناديتك بصوت الحنين شتاءً .. وبصوت الحزن صيفاً ..
وترقَبّتك كبشارة يوسف .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين صنعت من ريش الشوق أجنحة أطير بها إليك .. وحين وصلتك كسرت ظروفك أجنحتي.. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين بحَّ صوتي وأنا أُناديك بصوت قلبي.. وأقول غداً سيأتي ..
وجاء ألف غدٍ ..وأنت صامت!

تغيرت ,
حين مددت لكَ يدي أستغيثك من بَحْر العشق...
وأنا أغرق وأختنق وأموت عشقاً .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين إبتلعت جَمْر الأيام من أجلك .. وسِرت على دروب الشوك حافيةً ..
ووصلتك دامية .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين هيأت عنقي لطوقك الياسميني .. فجئت تربُت على عُنُقي بخنجر غيابك ... وأنت صامت!

تغيرت ,
حين رأيتك تستبدلني بأحقرهن وأدنسهن وأقبحهن ..
أمام أعين مشاعري.. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين امتلأت أُذُني بأحاديت عاشِقات المدينة عنك .. وحكاياتك ..
وغرامياتك .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين قطعت محيطات الألم إليك .. وإبتلعت أمواج الظروف كي أصل إلى أحضانك.. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين فتحت لك أبواب مملكتي ووقفت أمامك كي تُتوجني بما يُليق بأُنثى مثلي ...
وأنت صامت!

تغيرت ,
حين بسطتَ لك عُمري بساطاً أخضراً .. وأنتظرتْ دخولك من عتبة أبوابي.. فجاءت النوافذ بِك .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين أقمتَ الليل أدعو الله أن تكون في الجنة لي ... وسردت عليك حكاية الدعاء .. وحلم الجنَّة .. وأنت صامت!

تغيرت ,
حين قذفوني برماح ألسنتهم ونسبوني إلى قلبك .. وأتهموك بي.. وأتهموني بك ببشاعةً حقيقية .. وأنت صامت!


{حين تتغير مشاعرنا .. نُلقي بمفتاح الحكاية خلفنا .. ونمضي !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق