الأربعاء، 12 مارس 2014

مكالمة مع الوطن!


(بلا أُذُنٌ تصغي / بلا مشاعر ولا تستقبلني بترحيب , لكنني أهرب منك إليك)
حسبي الله عليك ..



الوطن: -ألو..
هي: -صباح الخير , آه لحظة! لا تسيء الظن..
الوطن: -كنت سأسأل ما الذي تقصدين
هي: -أعرف.. الردي يحسب كلام الناس يمه , يعترض له ناس لو ما يقصدونه
الوطن: -لحظة.. من يتكلم؟
هي: -يتيمة ذويها على قيد الحياة
الوطن: -عظم الله أجرك
هي: -أنت تقصد ..عظم الله هجرك
الوطن: -عفوًا؟
هي: -أكتبك مُبهم وأخبّيك بشطر , يفهموني وأنت تجهل مقصدي
الوطن: -متطاولة!
هي: -لكنني لم أستقر يومًا تحت طاولة ..متنفذ
الوطن: -متحاملة!
هي: -حنّا نخيط جروحنا طيلة العالم وحضرة جنابك لا جيت تفتقها
الوطن: -أستعيني بالصدى, صوتكِ وحده لن يُسمع :)
هي: -على الأقل يدي وحدها التي ليس بإمكانها التصفيق.. ستصفع
الوطن: -حالمة!
هي: -للشبّان جميعهم الحلم ذاته.. إنقاذ الوطن لكن سرعان ما ينسى البعض منّا هذا الحلم مقتنعين بوجود أمور أكثر أهمية مثل: تأسيس عائلة / كسب مال ..إلخ
الوطن: -الرابح يبقى وحيدًا
هي: -وحدة نجاح ولااجتماعٌ على إبرام صفقة فوق خسائر الشعب
الوطن: -أيُّ خسائر؟
هي: -لن نلتقي يومًا, أحدّثك بمشاعري وتحدّثني بـ رأسماليّتك
الوطن: -أعترف بأنهُ لم يعد لي رأس.. فقط مالية
هي: -أعترف بأنني تعلمت من رأسك.. أن بعض الأشياء تُخلع رغم وجودها , نتحسسها فلا نشعر تجاهها بشيء
الوطن: -يبقى رأس.. يبقى شيخ
هي: -كم شيخ ما يسوى مواطي قدم عبد
الوطن: -ألا تخافين؟
هي: -للنبض ربٌّ يحميه وعلي بن أبي طالب كان يقول "الناس من خوف الذل في ذل"
الوطن: -لكنك تتحدثين عن حاكم!
هي: -من السهل أن يكون حاكم "حسب الجين الوراثي" لكن من الصعب أن يطبّق عدالة الفاروق
الوطن: -ليس من المعقول بأنه لم يؤثر بكِ ولو بشيء!
هي: -تعلمت منه أن نسيان "الثقة وحسن الظن" على درج الأمير.. لا يأتي بالأمير
الوطن: -صلفة القلب أنتِ
هي: -أنشهد
الوطن: -تفاخرين بذلك!!!!
هي: -لا, لكنك أنت ورأسك وقلمي جئتم لي بـ عادة إلقان الشهادتين كل "صباح" ..فمنذ عرفتكم وأنا أشعر بأن عمري يلفظ أنفاسه الأخيرة
الوطن: -أتركينا..
هي: -لا تحداني على الفرقا تراني, ما دعاني في وصالك غير فرقا
الوطن: -عمومًا سأعتبرها فضفضة..
هي: -المستمع شريك القائل
الوطن: -لا دخل لي
هي: -ما سُوِّيت سُوِّي بك
الوطن: -وما الذي فعلت؟
هي: -وما الذي لم تفعل, مسموح .. مثلك من البُلدان الكثير وتحشم "حثال العرب" منشآن طيبها
الوطن: -طيبها؟
هي: -يطيح تسعة ويلحقهم بعد عاشر ويجيك واحد يعوض طيحة العشرة
الوطن: -أتفهمك لكن أظن أننا متصدرين بالفساد والضياع .. لما صنفتينا كـ حثال العرب , أعتقد بأننا على الأقل نتفوق بشيء يسود الوجه .. أحتسبينا من الصنف الذي يتعلى مع الفوح إن كان المثال مبني على الدلة
هي: -مصيرك بتركد وترجع حثاله ..أنت مبني على الكسر وفاعلك مستتر تقديره أنا ثم لا أحد
الوطن: -تتحدثين وكأنكِ تعلمين بكل ما يحيط بكِ!
هي: -بين تأكيدي وما بين احتمالي كم كشفت أشياء ما أحب أكتشفها
الوطن: -أتركِ الشعارات الزائفة, المعارضة الخائنة ..تعالي
هي: -لا داعي لذلك, متعالية قبل أن توصيني.
الوطن: -أقصد تعالي ..لي..أنا الوطن
هي: -أنا الشعب
الوطن: -وماذا بعد؟
هي: -شعبٌ كهذا ..ضيف طاريه ينحَر له قعود / تُنحر له سلطات وحكومات
الوطن: -هل أرتكبتكم كـ ذنب أصدق من سجدة تائب؟
هي: -كثيييييييييييييييييييييييييير
الوطن: -كيف؟
هي: -كنت معهم ضدنا في حين كنّا نهتف لأجلك ..ضدهم
الوطن: -أين كنت حينها , لا أتذكر!
هي: -لرُبما في جيوبهم / ممرات قصورهم / تحت بشت أحدهم / على لسان رويبضة / بين رأسين جمعهم حرام التخطيط ..لكنك حتمًا لم تكن معنا في ساحة أو مسيرة
الوطن: -أختلفنا مين يحب الثاني أكثر؟
هي: -أنت أختلفت معهم على "مين يحب خشم الثاني أول"
الوطن: -أوف!
هي: -نعم.. تلويحة يدينك من سنة تسعين (يمين / يسار) كأنها اللي تمسح أحلامنا
الوطن: -تعرفين؟ أريد أن أدخل عقولكم..
هي: -يكفيك أن تنظر لها خلال الفتن, وقت الرخاء الناس متساوية عند الفتن تفترق
الوطن: -عاتبي..
هي: -عتاب الأحباب للأحباب تأديبها..
الوطن: -أكملي..
هي: -ما أحللك مثل ما قال عبدالله عطالله ولا أبيحك
الوطن: -أستغفري
هي: لن أغفر لك
الوطن: المسامح كريم
هي: المواطن ما عاد غشيم
الوطن: قاسية!
هي: -في حضرتك تختفي الرحمة
الوطن: -لا تحمليني مالا طاقة لي به
هي: -حاشا لله, لا أستطيع أن أُخاطب سواك بأريحية , للآن لم يجرموا مخاطبتك في الدستور
الوطن: -لستُ مجرم
هي: -لكنك لطخت قمصاننا بـ دمٌ كذب, كإخوة يوسُف أنت ولا بشير هُنا والعزيز غير صالح هو الذي قدَّ سكينتنا من دُبر
الوطن: -انتِ تضخمين الأمر
هي: -من قتل أبناءنا , من زجّهم في السجون , من ظلم المستضعفين , من ذل أعزاء القوم , من سرق المال العام , من حمى المجرمين , من أثار الفتن , من قمع .... من؟
الوطن: -لا تتطرفين , حدّثيني بعقلانية ..هُناك جوانب أيجابية
هي: -تعرف جبران؟
الوطن: -لا.. لكنني أعرف علي / فواز / عبدالهادي وبعض الشعراء المحليين
هي: -ظننت ذلك , أتركك عن شعراء البلاط, جبران يقول: نصف طريق لن يوصلك إلى مكان ونصف فكرة لن تعطي لك نتيجة .. التطرف بمثل هذه الأمور نجاح
الوطن: -ما عدتِ تشعرين تجاهي بولاء؟
هي: -أنت حلم أبيض سكنني وغادرني حين وصلت "سن النُبوغ"
الوطن: -مقتنعة بحديثك؟
هي: -أعتنقت قناعاتي فأنعتقت..
الوطن: -لكنني تاريخك / ميلادك / ذكرياتك / صوت المآذن / بيت جارك / حنجرة سناء الخراز
هي: -تعلمت منك أن العُمر قبلك انتظار ..ومعك انتحار ..وبعدك احتضار
الوطن: -ما عدت اشكّل لكِ أهمية؟
هي: -كم تجمّلت بوصالك وكم ترديت بوصالي, للأسف ما تعرف رد الجمايل
الوطن: -تكابرين دومًا
هي: -لأنك أصغر
الوطن: -خواء.
هي: -حشد زمانها جاية.. جاية بعد شوية معاها حلول وحاجات
الوطن: -مستفزة.
هي: -ما تستاهل معزّة!
الوطن: -انتِ مخلوقة من طين وزعل
هي: -والآنسات إليا قسَن أو عبّسن أو نكسن عنك الحسن.. فك الرسن وأشر الوسن , كما يقول الشادي
الوطن: -اقرأ لـ دعيج الخليفة
هي: -ذائقتك أضيَق من صغر مساحتك
الوطن: -ذائقتي في حدود المسموح..
هي: -لا تريدنا أن نتكلم في الدين لأننا لسنا وعاظ سلاطين ولا نتكلم في السياسة لأننا لا نسير حسب توجيهات الحكومة ولا نطالب بحقوقنا لأن ذلك تعدي  ولا نستمع إلا لشعراء البلاط , عفوًا لن نتماشى مع ذائقتك
 الوطن: -لكن هذا يعتبر وفاء
هي: -الخلا
الوطن: -ماذا تعنين؟
هي: -عبارة تمجيد.. تختصر معنى "ترابج إحنا نبوسه لو يحصل ما ندوسه"
الوطن: -آه..
هي: -سأغلقه
الوطن: -لا تردين الرسايل ..أخشى أن يقرؤون الورق
هي: -لن أفعلها...أعرفك رخمة
الوطن: -من طيبك , لا تقطعين
هي: -تافه
الوطن: -لا تقطعين
هي: -يا كثر ما جيت أبرسلـ/لك مراسيلي ويطري علي أنك المخطي وأكنسلها..
الوطن: -مارسي الشكوى منّي إلي من فضلك!
هي: -قد يصلح ذلك في العلاقات العاطفية لكنني احدّث وطن
الوطن: -ما الذي أفهمه؟
هي: - أنت منت قد هقوتي
.
.
.
أغلقته وأنا أُردد: كاااان الوطن رجّال

#مخْرَج:
"أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ"
ربي كن معي وأجعلني بك أقوى

@bint_q8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق