الجمعة، 16 نوفمبر 2012

نعم !! لم يَكُن أبي (امْرَأَ سَوْءٍ) ..





شُد ليّ أُذُن الحنينْ هذا المساء ..
وأخبره ألا يزور قلبيّ وليكُن مُتعذراً بإضاعة الطريق!
"اللهم إنك تعلم أني اخترت مُصيبة فراقه وهي عليّ عظيمة.. خشيَةً منك وخوفاً من نارك.."



بِسْم الفُراق نبــدأ
.. إني أعُوذُ بالله من الشوق الرجيم!



نعم !!
لم يَكُن أبي ( امْرَأَ سَوْءٍ )
وما كانت أُمي (بغيَّا)
لكني لستُ بِطهر (مريم العذراء)
كي أتجنَّب شَوّق أُنوثتي إلى أحضانك
ولا أنا بتقوى (يوسف الصِّديق) وورعه
كي لا أهِم بك وأنت تُغلق أبوابك دوني!
وأخشى .. أن لا أثبُت أمامك طويلاً !
أخشى .. أن لا أثبُت أمامك طويلاً !
فـ/ جنِّبني الحرام ؛ وإرحل !!



وأنت تُهاتفني في الليلة الأخيرة
وتُحدثني بـ/ هَمْس عن وعن وعن
كنت تغّمض عينيك بـ/ نشوة
وتتخيَّلني معك على بُقعة أرضٍ مُحرمة
وكنت أُغمض عيني بـ/ صمت !!
وأتخيلك معي على الآرائك في جنَّة الخُلد !



وأعلم أن ألمي العظيم في الفقرة السابقة لن يشعُر به
إلا عاشقة تُقيم الليل على سجادة صلاتها
ورجُل ... مازال يَبكيه قول الله تعالى:
{السَابِقونْ السَابِقونْ أولئك المُقَرَّبونْ}


شَرَبّت من حكايتك البحر كُلَّه !!
حتى شرقت بـ/ ملح أمواجه !
ضربت رأسي بِجدار ظروفك حتى أفقدتْه ذاكرته!
مددت لك يدي كأنك آخر أطواق النجاة لي !!
جاهدت في الوصول إليك كإنك قشة الغريق الوحيدة!
ركضتُ خلفك بـ/ قلبٍ لاهِث وكإنك سفينة نوح التي خلَّفتني!
حتى , إنقطعت انفاسي
و ... تعبت !!
تعبت منك .. تعبت مني!
تعبت ؛ من صمت التِمثال بك!
تعبت ؛ من بُكاء الأُنثى بي!



فمُنذ أن أحـببتك!!
وأنا أغرق في بحر فُراقك وأنتظر منك .. طوق النجاة
ومنذ أن عرفتني وأنت تنتشي بـ/ غَرَقْي
وتُلقي لي بـ/ طَوّق خُذلانك!!


مُنذ أن أحببتك!!
وأنا أُعاملك كأميرات الحكايا وفُرسان الخيال
ومنذ أن عرفتني!
وأنت تُعاملني كفريسة الطريق وذئاب الغابة!


كُلما إقتربت بـ/ جوع الحُب منك ..
إقتربت بـ/ جوع الرغبَة مني!
فكُنت دائمة التمزُّق ؛ بين شيطاناً يسكُن عروقي وضميراً دائم البُكى ,
فضع عيّنيك بِعين الله "إن استطعت" وأخبره!
كم مرة دعوتني بها إلى الحرام؟
وكم مرة صرخت بك قائلة:
{إنِّي أخافَ الله ربُّ العالمينْ}


وكم من ليلة خُلتها ليلة زفافي إليك!
وكم من ليلة إرتديت بها فُستاني المُطرَّز بـ/ الشَوّق!
وكم من ليلة خضَّبت يداي بـ/ نُقُوشْ الحنَّاء ..
وكم من ليلة أغرَقت ضفائري بـ/ المِسْك والدفء والعود !
وكم ليلة زيَّنت بها كفْي بـ/ الأساور وقدمي بالخُلخـال!
وكم ليلة ردَّدت بها: إني زَوّجتُك نفسي لـ/ نفسي!!
وخفَضْت رأسي خجلاً منك ووهماً بك ..
وكم ليلة أشّرَقَتْ بها الشمس عليَّ .. وأنا وحـدي!
يغفو على وسادتي الأُخرى وهمي .. وهمي !
ولم ... أُزَّف بها إليك!!


فــ/ كالأرجوحة كانت حكايتي معك!
مرجحتني على خيوط الوهم تارة ..
.. وعلى خُيُوط الحنينْ تارةً أخرى
فكنت كـ/ المُعلَّقة بِخيوط الهواء مابين السماء والأرض ,
أنتظر سُقوطي مع كل إرتفاع إلى السماء ..
وأترقَّب موتي مع كل نُزول إلى الأرض!!
فلا أنا لامست السماء بها معك!
ولا أنا استقرَّيت فوق الأرض!


والله إني أشتاقك وأحتاجك ..
حَدّ رؤية ملك الموت يحوم في ليالي فُراقك حَوّلي!
فلستُ دميةً ثلجية .. ولا لُعبة خشَبّية!
ولا جِدار منزل قديمٍ مُتهاوي , لا يشعُر بـ/ المارِّين به شوقاً!
ولكن ... كيف هو الوصول إليك؟
والله يُحاصرني من كل الجِهات!



فإشتر لي قطعة أرض لا تدخل في مُلك الله ,

وأنا أعدك أن أُمارس معك عليها  ..
كل آثام البشر وكل خطايا أهل الأرض مُنذ أن خلق الله الارض!
أعدك أن أُصافحك عليها بشوق..!
دون أن أتذكر حديث أمي عن (جَمْرة) مُصافحة الغُرباء!!

أعدك أن أمزق غطاء رأسي أمامك...
وأسدل على صدرك أرجوحة ضفائري..!
دون ان أنتفض رُعباً , حين تصرخ بي نفسي اللوامة باكية
أن كل شعرة من رأسي .. بجمرة من النار !!



إشتر لي قطعة أرض لا تدخل في مُلك الله ,

وأنا أعدك أن أكون عليها معك بكامل أُنوثتي وجُنوني وخطيئتي!
وأن أحكم غَلْق الأقفال بقوة كي لا يراني معك أحد..!
وأكتم صَوّت ضميري وهو يُردِّد لي مُذكراً:
{إن لم تَكُن تراه فإنه يـراك .. إن لم تَكُن تراه فإنهُ يراك}



إشتر لي قطعة أرض لا تدخل في مُلك الله ,

وأنا أعدك أن أُغافل ثِقتهم الآمنة بي
وأتحايل على حُسّن ظنُّهم بـ/ تَرْبيتي..
وأغدو إلى موعدك الآثم بـ/ فَرَحْ دون أن يُعرقل سَيّري إليك!
منظر سَيّري على الصِراط والنار تحتي ؛
وألسنة اللُهب تتخطفني من كل صوبٍ..وإتجاه!!



إشتر لي قطعة أرض لا تدخل في مُلك الله ,

وأنا أعدك أن أُمارس عليها معك الحُب والغرام بـ/ أرقى الطُرُق
وأرخص الطُرُق ... !!
دون ان يُعكِّر صَفْو شوقي إليك ؛ إنشغال تفكيري ..
/ الكبيرة التي ساءت سبيلاً !!



إشتر لي قطعة أرض لا تدخل في مُلك الله ,

وأنا أعدك أن أتجَرّد أمامك عليها من كل شيء
وأن أُراقصك عليها عارية إلا من ذنبي!
دون أن تعترض خيالي صُورتي وأنا مُمَددة على مِغسلة الموت
عاريةً من كل شىء إلا خطاياي وأعمالي!

اعدك أن أملأ بياض ثَوّبك بـ/ أحمر شفاهي..
وأُبعثر بـ/ وحشية أُنثى لهفى غطاء سريرك الأبيض
دون أن يُذكرني غطاء سريرك بـ/ بياض كفني
وأنا أُزَّف إلى القبر .. ووحشة القبر , وضمَّة القبر وحدي!!



[إشتر لي قطعة ارض لا تدخل في مُلك الله]

فلن أخون الله أمام عَيّنيه وفي مُلكه
لن أخون الله أمام عَيّنيه وفي مُلكه
لن أخون الله أمام عَيّنيه وفي مُلكه
 

في كل مرة أعدك بها أن لا أعود ..
كنت بإسم الحنين أعود !!
ومع كل عَوّدة كان يُمزِّقني إنتحاب الكبرياء ..!


لهذا وعدت الله أمامك في المرة الأخيرة
أن لا أعود
"ولن أعود" ..


حنيني وأعرفه , يخجل ان يُخلف مع الله وعده!


ثق ..!!
لم يكُن فشلي في حِكايتك
سوى طعنة نصيب ,
لاأكثر ... ولا أقل !!
لاأكثر ... ولا أقل !!

فقط ..

"اللهم خِذه من قلبي كما أخذتهُ من عالمي .. وأكفني شَرّ الحنين إليه , اللهم أعطه من كل ما أعطاني أَضعافاً"..

هناك تعليق واحد:

  1. سيدتي
    هذا النص لي وانا صاحبه
    كتبته سنة 2004 وأول مرة نشرته كان في منتديات حلا سنة 2006
    كان الأليق ان تشيري الى صاحبه او تكتبي منقول

    ردحذف