الاثنين، 3 يونيو 2013

إرتجافات السَعَفْ





{حتى النخيل الشـامخة في غيبتك.. أنحنت!!}



منذ أن كنتُ طفلة
وأنا أسمع جدّي يُردد قول الأمير الحمداني:
أعزُّ بني الدنيا وأعلى ذوي العلا ،
وَأكرَمُ مَن فَوقَ الترَابِ وَلا فَخْر)


فجدّي يا سيدي كان كبير قومه
كان المُهاب المُطاع بينهم
جدّي علمني -قبل أن يرحل- يا سيدي
أن أضع كل الأشياء التي تؤلمني
تحت قدمي ...وأمضي 

فكنت كلما غرست الحياة 
فى قدمي شوكة 
انتزعت الشوكة ...رميتها وأكملت طريقي 
وأنا أُردّد قول الحمداني 

إلا انت.. آلمتني كثيراً
لكننتي حملتك كالبطحة فوق رأسي
أتحسسها كلما جاؤوا في سيرتك وأكمل طريقي!!

فـ قبل أن تسقط من عيني..
علّقك بأهدابي السفلى



وقبل أن تأتي أنت
كنتُ لا أريد رجلاً عادياً!
فأستلذ فكرة لقاء ..
لصاً , هارباً , مُندساً , جاسوساً , بائع أَسلحة , دجالاً , مُزوراً أو زير نِساء , فأَكون بِدايته النّظيفة - فجئت انت


ورتّبت لنا الأقدار لقاءً خارج حدود الواقع.. بعيداً عن عين البيئة , فجمعتنا اللشطات اللغوية وأغاضت عذّال الهوى والقراءة!


إلتقينا إذن..الذين قالوا وحدها الجبال لا تلتقي أخطأوا ..
والذين بنوا بينها جسوراً لتتصافح دون أن تنحني ، لا يفهمون شيئاً في قوانين الطبيعة!


جئتني بقلمك ومنعتَ أنا قدمك من المجيء
لكنك حملتني كأوراق مذكرة
وكأنك تكتب: 
يا بدايات المحبة يا نهايات الإناث
ولذلك اشعر بأنك محبرتي دوماً!


صرتَ كرزنامة
أبحث عن تواريخي بك..
وصرت كساعة
أرى الوقت أنت..


صار وميض الهاتف.. روتين
وصارت رسائلنا عُرف
صرتَ أخاً لـ أخواني الأربع
وصرتَ أمًا ثانية وأبًا ثاني
وصرتَ جدتي المفقودة
وصرتَ ضحكتي الموؤدة
وصرتَ بيئتي المجلودة
وأنتهيت بـ لا شيء, حتى خُيل إلي أنك كحال أفعال النكِرة في اللُغة!!


وأمسيت أنا لكأنني أُمية لا تعرف القراءة ولا الكِتابة
ولكنها ظَلّت تنتظرُ ساعي البريد , كُل صباح تفتح النَّافذة وتنفض الغُبار عن الستارة المشجّرة .. أثناء غيابك


فكم أشتاقُ أن أكتب إليك رسالة طويلة , قصيدةٌ مُتوحشة أغرس في مُنتصفها قُبْلة حادة ..
أن أذهب إليك الآن ؛ أدسُك في حقيبتي وأهرب ..!

ولكن قالتها السِت: لسّه فاكر؟ ده كــان زمااااااان


معك فقط عشقتُ زرقة يدي!! وعذاب الكِتابة
أنا التي ما ضُربتُ صغيرةً.. مغناجة أبي
كانت الأقلام تتسبب لي في ذلك!!
لم احسُّ بوجع ألمها لفرط ما كتبتُ قط , صدق الشاعر عندما قال:
"فشاربُ الخمر يصحو بعد سكرتهِ.. وشاربُ الحب أبد الدهر سكرانُ"
أظن بأني كنتُ ثملة ولذلك ما احسست بها
فأنت أطعمتني هيروين العشق مرغمةً!!


فكنتُ أمك التي سهرت الليل تُحيك لك ملابس الشتاء.. وتنسج لك الكوفية الصوفيّه!

كنتُ أمك التي تسكب نور عينيها في راحة ليلك.. و ترقع ثوب الحنين إليك كي لايتمزق في غابتهم ..
فيُعريك أمامهم ..ويفضحها!
كنتُ أمك التي كلما شعرت بحركاتك ونبضاتك بها تحسست نموك في قلبها !!
وكلما شعرت بك تكبر بها ..دعت الله أن تبقى حُبلى بك..وان لا تلدك أبداً !!

كيّ لايخلو منك رحمها ...
كيّ لايُخيفها الفراغ بعدك ...
كيّ لا يستقر آخر بمهدك بها !!

وهل تُريد تعريف الإتزان؟
أنا عندما سرْتَ بكعبٍ عال..
كيّ أمرُّ امام (مقهى حليم) الذي يغصّ بالرجال!
فأكتب لك, وجوارحي تختال

 آخ يا ذا المقهى، وأنت مع طيف خليلك جالسٌ في الركن منسيّا..
فلا أحد يهين مزاجك الصافي، ولا أحدٌ يفكر باقتحام وحدتك، كم أنت منسيٌّ وحُرٌّ في خيالك!!


نعم.. أعلنت الحرب عليك كثيراً
وحاصرتني كالهواء
وحملت سلاحي بيدي 
لكنك ما قاتلت لأجلي النساء
وحطمت معك كل القيود
ولم تطرق هاتف بابي في المساء
لكن حسنتك الوحيدة, أنني أعرف حروفك
فكم صرخت بـ وجهي مراراً انك تحبني
برغم أنف الكبرياء..


وسامحني 
فأنا لم أجمع نساء قلبي لرؤيتك
ولم أضع السكاكين الحاده فى كفوف أشواقي
ولم أُخرجك عليهن ليقطعن أيديهن انبهاراً بك
كانت غيرتي عليك أكبر من فعل ذلك.. وكانت مواصفتك متواضعة!
فكنت أنصت إلى حديث لهفتي عنك بصمت
وأحمل سكاكين العنفوان فى قلبي وأمضي


سامحني 
فأنا ماحلمت يوماً ان أحكم العالم
ولا تمنيت ان أكون بلقيس ملكة سبأ
ولا وددت ان أكون شجرة الدر ملكة مصر 
فكل أحلامي كانت ... أنت
وكل أُمنياتي كانت ... أنت
وكل خيالاتي كانت... أنت
وكل حياتي امست.... أنت 


وهل تعلم؟
وأنا معك كان الوقت عدوّي الأول
وتجمعني به علاقة كراهية شديدة!!
ففي حضورك
أطلب من الوقت أن يتوقف...
فيُسرع الخطى مُخرجاً لي لسانه
وفى غيابك
كنت أرجوه أن ينقضي...
فيتوقف ضاحكاً مني بسُخرية!!


فكنتُ دومًا أتساءل:
أتراكَ ستكبُر بجانبي؟
وسأشيخ أنا امام عينيك؟
أتراكَ ستُقاسمني
دواء الكحة وعقاقير السُّكر
وحبوب الضغط.. ومصائب أرذل العمر..!

وكانت إجابة الوقت تقول: "ثوب النصيب أضيَق من أن يجمع بيننا"
كنّا نقتات على توسيع رقعته كتابيًا فقط
فـ لكثرة ما كنتُ مهووسة بقصّة السلطانة التي عشَقت إبن الحطاب
كنتُ معك.. أتخيلها أنا
إلى أن وجدت (أبن الحطّاب) يخونني مع كل شجرة يضع فأسه عليها

‬‏لن أهرب معك ..لن أفكر يوماً بالسكن في مدينتك أو الإحتفاظ برقم هاتفك وصُورتك ..
أفضل البقاء بعيدة , فأكثر النساء خلوداً في قلوب الرِّجال أبعدهنّ!


‬‏فأن يكون بيننا كُل هذه المسافة والقوانين والحدود ونقاط التفتيش التقاليديّة .. أَمرٌ جَميل
فـ الرِّجال يُغريهم ما خللف الأسوار وكِلاب الحِراسة!

هناك تعليق واحد:

  1. رائعة كالعادة ولا تعيدي قسم التورية

    ردحذف