الاثنين، 10 يونيو 2013

جُدران هشَّه..




كان يقول عبدالمجيد:
إصحى تزعل لو تفارقنا وبعدنا وجيت مرّة عنك اسأل..

ما تهون أيام حبّك.. حلوة كانت ولّا مُره




وقبل أن أُجيبه اليوم, أختصرتني نوال:
إلا بزعل.. إذا بـ تروح عن عيني وترحل
إلا بزعل وأتوه بـ عالمك وأمشي ولا أوصل!!


يا الله! ما كنتُ أتوقع فاجعتك..
متَّ في حادث عاطفي مروع
وصوت الأسعاف في قلبي يشعل رنينه
كيّ تفسح صدمتي الطريق


لم يكُن برجك العقرب فحَسب.. كنت أنت عقرب
أو كل شئ يقرب لهذا المفهوم
من عقرب ساعة أو عقرب رمل!!


لا أكذب إن قلت بأن أمرك ما عاد الآن يعنيني..
أعلم بأنك ما زلت تهوى قراءتي
وتتصفحني.. وتنام بجانبها ليلًا
وأنا أنام بـ
(عيونك فارعة ما عليّ الشال
سترني الغلا والخوف.. من عين عذّالك)


ورب السموات والأرض..
حين أوصيتها بك خيرًا في السطور القادمة
أثناء دهشتي..
لم أكن امرأة غبيّة ولا أُميّة ولا حجريّة!!
لكنني كنت أحلم أن أراك أسعد مَن تحت السماء
واهنأ مَن على الأرض:


"أوصيكِ بهِ خيرًا.. فوالله ما أحببت من خلق اللهِ بشرًا كما أحببته!"

أمـانة سيّدتي.. وأحفظي منّي الأمانة
إذا باغتهُ المرض يومًا..
فاْذكُري إسم الله على قلبه
وضعي يدكِ بـ حنان على جبينه
وأقرئي عليهِ الإخلاص
والمعوذات وياسين وخـاتمة البقرة..
وما تيسّر لكِ من كتاب الله


رفقًا.. ترفّقي به!!


وإذا جاء المساء..
إسدلي ستائر الشوق عليكِ وعليه
طيري بهِ إلى مُدُنْ من العشق والجنون
تحوّلي في حضرته إلى.. عاشقة خُرافيّة
كوني له:
ليلى / بُثينة / عبلة / جولييت وسلمى
وكل عاشقات الأرض!!


وإذا جاء الشتاء..
كوني لهُ شمسًا, إحترقي لـ عيّنيه
وألتقطي لهُ حبّات البرد
وأغسلي وجهه بماء المطر
وإسدلي عليهِ ظفائر الشوق في السحر
شيّدي لهُ مُدُنْ الدفء
لا تمنحي الشتاء فرصة أيذائه!!


وإذا عاد من السفر..
فاْستقبليه بجنون
إختبئي خلف الستائر
أمنحيه فرصة البحث عنكِ
ثم فاجئيه بوجودكِ
وأنثري وريقات الورد عليه
تحوّلي إلى طفلةً بين يديه..
أصرخي بأعلى صوتكِ:
أيها المجنون أفتدقتتتتتتتك


وإذا قرأ عليكِ قصيدتهِ الجديدة
إنصتي بأهتمام / بإعجاب إليه
أنظري بإنبهار لـ عيّنيه
صفقي بـ حمااااس
أعرفهُ ..كان شاعرًا
فـ ضخّمي الشاعر بـ داخله!!
أطلبي منه إعادتها
وتكرارها مرات ومرات
أشعريه بأنه ..أول الشُعراء
وأعظم الشُعراء
وآخر الشُعراء
وكل الشُعراء


وإذا جاء نوفمبر.. وحان يوم ميلاده
أحتفلي به.. أحملي هداياكِ المجنونة إليه
أيقظي الطفل المُدلل في داخله
لاعبيه!!!
دلليه!!!
أهمسي في أُذُنَيّه: أنهُ التاريخ الأهم في حياتك
جرّديه من عقله, أمنحيه فرصة الطيش الجميل


وإذا شعرتي .. بطفلهِ يتحرّك في أحشائك
هاتفيهِ بهمس كيّ يأتي..
وزفّي إليه البُشرى بطريقة لا تليق إلا به!!
فاجئيه بصورة طفل رضيع يبتسم!!
ضعيها له فوق وسادته وأكتبي عليها:
(سأحبه حين يأتي ..فقط...لأنه قطعة منك)
ومارسي دلال أنوثتكِ
وبالغي في الدلال
بالغي في الدلال ...
بالغي في الدلال ....


وإذا خذلته الأيام يومًا !!
وضاااقت بهِ الأرض بما رحبت
وجاءكِ مهزومًا / مكسورًا
وطرَق باب قلبكِ طالبًا للأمان
فـ رممي إنكساره
إجمعي شتاته
إستقبليه كالوطن !!
إحتويه كالأم .....
لا تغلقى أبوابكِ فى وجه ضُعفه
إمنحيه فرصة البُكاء بأحضانك!!


رفقًا.. ترفّقي به

..
وإذا تشهّى الفرح ذات حزْن !!
فإعجني له أرغفة الفرح
إخترعي له السعادة!
وحوليها إلى أُنثى جميلة
وزفّيها بوفاء إليه !!
وأرسمي الإبتسامة بأناملكِ على وجهه!!
وسرّبي عصافير البهجة إلى قلبه


إجعليه اسعد من يمشي على الأرض
واسعد من يعيش عليها..
وإذا سرتي معه بإزدحام الوجوه!
فلا تعبثي بغيرته
لا تتحدثي عن سواه في حضرته
لا تألميه!
لا تذبحيه!
لا تزلزلي ثقته فيه !!
إقنعيه بأنه أوسم الرجال
وأروع الرجال
وإنه رجُل.. لن يملأ عينيكِ بعده أحدًا


وإذا شممتي يومًا
عطر امرأة أُخرى في قلبه
أمـانه ..ترفقي بقلبه
لا ترعبي أمنه!
أعرفه.. كان نزاريٌّ
فـ تظاهري بالغباء
أغمضي عينيكِ قليلًا
إمنحيه فرصة التستُر
لا تُعريه من أوراق التوت
حتمًا ... سيعود إليكِ !!
حتمًا... انتِ الباقية !!


وإذا طرق الخريف باب أيامه
وأصبح بأرذل العمر !!
وثقلت سنواته فوق أكتافه
وخفَّ بصره
وأرتعشت أطرافه
(وَاشْتَعَلَ الشَّعْرُ شَيْباً)
وقال: (رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي)
فـ كوني عصاه وعكّازه
وإرحمي شيخوخته !!
وحدّثيه بـ حنان
عن وقار الشعر الأبيض!!
(رفقًا.. ترفّقي به)


هُنا.. ختمت آخر أحاسيسي الطاهرة إليك
وبعدها.. أمسيت قطرةً من هماليل الغمـام

هناك تعليق واحد: