الأحد، 17 نوفمبر 2013

(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ)..





لم تنجبني في زمن الجاهلية أمي!
ولم أُدفن بيد أبي حية !
ولم يواري أبي وجهه من القوم خجلًا حين بُشر بي  ..

لكنني كلما قرأت قوله تعالى :
(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَت)



بكيت ! وخيل إلي أن الموؤودة أنا
فهناك محطات من الألم / حين نستقر عليها  ..
تُشوى أكبادنا / ونُدفن أحياء !!
(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)
أسألك بالله !!(بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)؟



(قالوا للحرامي إحلف / قال جاك الفرج)
مثل قديم  ..
عشت عمري أصدق كل من يحلف لي بــــ الله وان كان كاذبًا!
كنت أصدقه وان كانت التناقضات تحيط بحديثه ومواقفه ..
كان لفظ كلمة الله يشعرني بالخجل من تكذيبهم
الخجل من الله لا منهم
وعلمتني الحياة درسها المتأخر
ان هناك من يستخدم كلمة الله في حديثه ووعوده كاذبًا
فالحلف بالله لدى البعض كـ طوق النجاة والمفر!
فــ لم يعد اللص وحده يترقب الفرج بــ طلب ....إحلف!
فما زالوا يقسمون بالله / ومازلت أصدق!
أسألك بالله :(بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)؟




أحببت بداوتك كثيرًا / جننتُ بها ..
حلمتُ بالخيمة وأنا في المنزل الفخم!
ارتديتُ فضفاض الملابس
وكدتُ أتخلص من عادة إرتداء الجينز
وتوقفت عن عادة اقتناء ماركات الحقائب
وغسلت من مساحيق التجميل وجهي
واكتفيت بالكحل العربي الأسود
وأطلتُ ضفائري حتى لامست الأرض!
وخلعت حذائي الأنيق ودفنت في التراب أقدامي ..!
وعشقت من أجلك الصحراء والتراب والنوق والإبل !
وهمتُ بفطرتك وعفويتك جنونًا !
و.. ماحسبتُ لــ طعنة البدوي حساب !
ماحسبت لــ طعنة البدوي حساب !
أسألك بالله :(بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ) ؟




ولدتُ طفلة مدللة أكثر من اللازم .. للأسف !
ملعقتي من ذهب وأثوابي من حرير!
وبعض دلال الطفولة ندفع ثمنه حين نكبر أغلى من اللازم !
فـ ياليت أهلي غمسوني في قساوة الحياة / خشّنوا جلدي
وعلموني تقبل مالا تتقبله النفس !
لكانت الحياة والصدمات والإحباطات أسهل الآن بكثير !
لماذا لم يعلمني أهلي منذ نعومة أظفاري تناول الطعام الملوث بالذباب؟
ماذا أفعل الآن ؟
وكل الطعام حولي / لوثه الذباب !
أسألك بالله :( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)؟



منذ ان أحببتك وأنا أجري في سباق ..
سابقت من أجلك الأيام / سابقت الأحلام / سابقت الأحزان / سابقت الحنين / سابقت المستحيل !
فمنذ ان أحببتك وأنا في صراع مع كل شي ..
صراع مع الظنون / صراع مع الخيال / صراع مع الغيرة / صراع مع النوم !
وها أنذا قد غادرت حلبة الصراع / ولم أمت !
لم أمت ! لكنني غادرت وهنة الحلبة / وهنة جدًا
فلا تصدق ان الضربة التي لا تقتل / تزيد قوة !
والله والله والله ..
ان الضربات التي لاتقتل / تكسر !
وإنكسار الصدمة ... عظيم !
وإنكسار الفراق عظيم / وإنكسار الفراق عظيم / وإنكسار الفراق عظيم !
أسألك بالله :( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)؟


..


دخل عالمها / تعرف عليها / عشقها تقدم لـ خطبتها / تزوجها / اسكنها أفخم المنازل
منحها الكثير من الأطفال وأنتقى معها أسماء أطفالهم
واشترى لهم بصحبتها ملابسهم وألعابهم وأدويتهم
وأدخلهم الروضة / والمدارس / والجامعات المختلفة !
وكبر الأبناء / تخرجوا / تزوجوا / أنجبوا !
وأستوطن الثلج الابيض شعر خيالاتها
ومازالت هذه المرأة وحيدة لم يمسسها بشر / ولم تنجب طفلًا واحدًا !
فكل عطاياه لها / كانت حديث هاتف ووعود لسان في لحظة حب!
لا هي أمسكت الحلم بيدها / ولا رأته يوما بعينيها !
أسألك بالله !(بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)؟



كان لها ..كـ ضلعها
تسير بهِ قوية شامخة مستقيمة !
أهداها الخذلان ذات موقف صغير!فإنحنت كثيرًا !وانكسر فيها (ضلع)!
كان  ..ذلك الضلع هو !
وهناك مرحلة من الألم حين نصل إليها
تموت مشاعرنا اكلينيكيًا !ولا تعود بعدها للحياة أبدًا / مهما حالوا اسعافها
أسألك بالله :( بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ

هناك تعليق واحد:

  1. أبدعتِ ، اتمنى ان نجد في المستقبل مقالات اكثر بقلمك ..

    ردحذف